1265 شهادة بكالوريوس تُمنح في حفل التخرج الرابع والخمسين بعد المئة في الجامعة الأميركية في بيروت

طوال يومين، في التاسع والعاشر من شهر حزيران الجاري، أقامت الجامعة الأميركية في بيروت حفل تخرجها الرابع والخمسين بعد المئة للاحتفال بتخريج ما مجموعه 2035 من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا من كليات الجامعة السبع، والاحتفاء بحائزي الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات لقيادتهم وخدمتهم عبر مختلف المبادرات البشرية.

 

وكان يوم التاسع من حزيران قد حفل بتسليم شهادات الدكتوراه والماجستير والطب لخريجي العام 2023 كما شهد منح أربعة لامعين عالميين أرفع تكريم في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات. وفي العاشر من حزيران، جرى تسليم شهادات البكالوريوس إلى 1265 من الخريجين.

 

تحدّث الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، عن انعدام الأمل والفرص في المنطقة، مما يدفع معظم العلماء والأطباء الشباب إلى اختيار الهجرة. وقال، “في الوقت الذي نودّع فيه صفّاً آخراً لامعاً من خرّيجي الجامعة الأميركية في بيروت ومكرّميها، هل يمكننا الاستفادة من الروابط العميقة التي تربطنا ببعضنا البعض وبأوطاننا لخلق الفرص، ليس فقط في لبنان ولكن عبر أكثر من ثمانين دولة يأتي منها طلابنا؟”

 

وأردف، “الليلة هي ليلة للتنويه ببعض هذه الجهود البروميثية،” متحدثاً عن منجزات وتأثير الجامعة وأسرتها في مجالات مختلفة، من إضاءة القرى في بعض المناطق الأكثر تجاهلاً في لبنان والتضافر لتوفير القوت لسوريا وتركيا اللتين لحقهما دمار الزلزال. ومن تأسيس منحة جديدة ودعم توفير التعليم للفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، إلى إطلاق تقنّيات وشركات للتصدّي لمجموعة من الأعراض الطبية. وقال، “لقد وضعتم الموسيقى والشعر والثقافة ودرستم الحضارات في الجامعة الأميركية في بيروت وفي مختلف أنحاء المنطقة والعالم. لقد أنتجتم معارف جديدة، وبصيرة، وتعاطفاً وتفهّماً أكبر للجميع.”

 

واستذكر خوري أيضاً كيف قام الممرّضون والأطباء وأعضاء هيئة التعليم والموظفون والطلاب والإداريون في خضمّ الجائحة، بعلاج المرضى الأفدح إصابة في لبنان والمنطقة، وقاموا بتلقيح تسعة وتسعين فاصل سبعة بالمئة من أسرة الجامعة، واستنفروا لتعليم أولئك الأقل يُسراً. وتكلم عن الذين اعتنوا بالجرحى، وأعَادوا بناء البيوت بعد إنفجار الرابع من آب الكارثي، مما حفّز جهود الخير من الشتات ومن المجتمع العالمي. وقال، “أصبحتم قدوة. أنتم، طلابنا، شكّلتم جزءاً كبيراً من كل الجهود هذه، وفي الواقع، غالباً ما فعّلتم هذه الجهود مع تحمّل مخاطر وأكلاف شخصية كبيرة.”

 

وتابع مخاطباً طلاب الجامعة وخريجيها، “أنتم توفّرون إحساساً بتمكين الأمل وهو إحساس ينتشر إلى ما هو أبعد من هذا الحرم الجامعي، لإعطاء الناس في بلدانكم الأصلية، وما هو أبعد منها، برهاناً على قوة المعرفة والتحمّل والإيمان، ونعم المتانة.”

 

ألقت الدكتورة دينا قتابي، الحاصلة على الدكتوراه الفخرية، خطاب الاحتفال لهذا اليوم. وقتابي هي مهندسة وباحثة مشهورة في علوم الكمبيوتر، وأدّت جهودها إلى تحسين سرعة وموثوقية وأمن تبادل البيانات في الشبكات اللاسلكية وساهمت في المراقبة الصحية غير المنتهكة وتشخيص الأمراض من خلال الاستشعار اللاسلكي في الطب.

 

تحدثت عن رحلتها الأكاديمية والمهنية عبر البلدان والتخصصات، وأثنت على خريجي الجامعة الأميركية في بيروت ووصفتهم بأنهم “يقدرون على التفكير المستقل والابتكاري، ويمكنهم حل أصعب المشكلات الفنية والنجاح في أي مكان.”

 

وخاطبت قتابي الخريجين قائلةً، “التعليم الذي تلقيتموه في الجامعة الأميركية في بيروت هو سلاحكم السري. لقد أعدّكم لاغتنام الفرص ومواجهة التحديات والتفوق في كل مسعى.” وأضافت أنه “في هذه الأوقات المعقدة، ستدفعكم المطالب والتوقعات إلى أقصى حدود قدراتكم. ويُتوقع منكم الملاحة في تعقيدات عالمنا والمساهمة بشكل إيجابي في مستقبلنا المشترك.”

وختمت، “كل واحد منكم، بطريقته الفريدة، مهيّأٌ لإحداث فَرقِ فاعل في هذا العالم. فرق لا يفيدكم أنتم أو من هم قربكم مباشرة بحسب، بل الإنسانية ككل.”

 

كما تحدّث في الحفل، نيابة عن صفّهما، اثنان من خريجي الجامعة الأميركية في بيروت هذا العام، ممن برعوا في الإنجازات الأكاديمية وخدمة المجتمع: فادي صلاح الدين، المتخصّص في علم النفس مع تخصص فرعي في إدارة الأعمال، ولين العريضي، المتخّصصة بالبيولوجيا.

 

“رحلتي للوصول إلى هنا هي رحلة تُظهر كيف يمكن أن يتضافر الأمل والمثابرة والعمل الجاد لتحقيق ما هو بعيد الاحتمال للغاية،” قال صلاح الدين الذي تكلم عن رحلة التحاقه من مدينته في سوريا إلى الجامعة الأميركية في بيروت عبر أحد برامج المنع الدراسية في الجامعة، برنامج قادة الغد التابع لمبادرة الشراكة الشرق أوسطية. وأضاف، “هنا، وجدت أن تعليمي يمكن أن يكون في الواقع تحويلياً، تعلّمت أن أحدث ضجيجاً حول القضايا التي أؤمن بها، وقد تم احتضان هذا الضجيج وترديده، والأهم من ذلك أنه لم يتم إسكاته أبداً.”

 

وقالت العريضي، “بيئة الجامعة الأميركية في بيروت جعلتنا نسخاً أفضل من أنفسنا. صرنا جميعاً أكثر لطفاً وذكاءً بعض الشيء وأكثر تقبّلاً بكثير للآراء التي لا نتّفق معها.” وأضافت، “يجب أن نفخر جميعاً بأنفسنا. لقد عملنا بجدّ للوصول إلى حيث نحن اليوم، سواء عاطفياً أو أكاديميا.”

 

وفي العاشر من حزيران تمّ منح جائزة بنروز، وهي جائزة سنوية فخرية تُمنح للمتميّزين من خريجي مختلف كليات الجامعة الأميركية في بيروت على أساس المهارة الأكاديمية والصفات الشخصية والقدرة الريادية والمساهمة في الحياة الجامعية، لخريجة كلية الآداب والعلوم تاله الشريف؛ وخريج كلية رفيق الحريري للتمريض محمد فيصل عيسى. كما فاز بجائزة بنروز خريج كلية مارون سمعان الهندسة والعمارة جوزيف الياس السويدي؛ وخريجة كلية العلوم الزراعية والغذائية روى بعلبكي؛ وخريجة كلية العلوم الصحية سينتيا العلم؛ وخريج كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال محمد عادل أسعد. وكان تم تسليم جائزة بنروز لخريجة كلية الطب أنجي هنري فارس، خلال اليوم الأول من الاحتفال في التاسع من حزيران.