أسوأ من العدو أصحاب العقارات وتجار الحروب بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
كلنا نصبر على ظلم العدو وبغيه، وعلى جرائمه وعدوانه، وعلى أعماله الدنيئة وفعاله القبيحة، وعلى سوء خلقه وخساسة نفسه، لكننا لا نخضع له ولا نركع، ولا نستجيب له ولا نسلم بأمره، ولا نئن أو نصرخ، ولا نجزع ولا نفزع، وإن كنا نتألم ونتوجع، ونحزن ونغضب عندما يقصف بيوتنا ويدمر بلداتنا، ويقتلنا وأبناءنا، ويشردنا وأهلنا، ويرتكب الموبقات في حقنا، وينفذ فينا المجازر والمذابح، ويقتل أطفالنا وصغارنا، ويبقر بطون نسائنا ويجهض الأجنة في أحشائهن، بل نصمد في وجهه ونقاومه، ونتحدى صلفه ونقاتله، ونحط من كبريائه ونذله، ونرفض سياسته ونصمد، ونقاوم طرده ونثبت.
فهذا هو عدونا، وهذه هي طباعه السيئة، وهذه هي سجيته المريضة وفطرته العفنة التي فطر عليها وعرف بها، ونشأ عليها وتربى، وتواصى بها وتعاهد عليها، فهو قاتل ظالم بغي مستبد، محتل مستوطنٌ طاردٌ عنصري، وبغير هذا لا يكون عدواً، ونحن لا ننتظر منه غير ما رأينا وما ذقنا، ول...