حاصباني في ذكرى انتخاب بشير: “الـ10452 كلم2 عنوان لمشروع دولة على المستوى الانساني والكياني والوجداني والوجودي والسياسي
أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني ان “الـ10452 كلم2 التي شكّلت العنوان الرئيسي لمشروع الرئيس الشهيد بشير الجميل ولحملته الرئاسية لم تكن محصورة بمساحة جغرافية فقط بل كانت عنواناً لمشروع دولة على المستوى الانساني والكياني والوجداني والوجودي والسياسي”، مشدّداً على ان “الدولة هي شعب وأرض ومؤسسات ولا يمكن ان تقوم إن أصيب أحد هذه الاعمدة الثلاثة بخلل”.
كلام حاصباني جاء خلال ندوة حوارية بعنوان “قضية الوجود وبناء الدولة” بمناسبة ذكرى انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل نظمها بالتعاون مع منطقة بيروت في “القوات اللبنانية” وحضرها النواب: اشرف ريفي، غادة ايوب، غسان سكاف، نزيه متى، رازي الحاج والوزيرين السابقين مي شدياق وريشار قيومجيان منسق بيروت في “القوات” المحامي ايلي شربشي وحشد من النقابيين والفاعليات وجمهور من القواتيين.
بعد الكلمة الافتتاحية من قبل الاعلامي طوني مراد، كانت كلمة للنائب العام في الرهبنة اللبنانية المارونية الرئيس الفخري لجامعة الكسليك البروفسور الاب جورج حبيقة عن فلسفة الدولة ونظرة تاريخية عن تكوين الدول والمجتمعات وكيف قارب بشير بناء الدولة واعطى نموذجا عنها خلال ٢١ يوما. ثم كلمة للمفكر الاستاذ انطوان نجم تليت بسبب تغيبه لأسباب صحية.
حاصباني توقف عند مرتكزات الدولة وأولها الشعب، مذكّراً بأن “هاجس بشير كان دائماً الوفاء لكل شهداء الوطن وكان الاساس لديه هو الانسان الذي تنبثق منه كل السلطات والتي هي في خدمته. فكل ما يتعارض مع ذلك يتعارض مع مفهوم الدولة”.
أضاف: “الوطن بنظر بشير هو ارض الاحفاد وليس فقط أرض الاجداد، لذا اي فكر لقيام الدولة يجب ان يكون مبنياً على رؤية مستقبلية لخدمة الاولاد والاحفاد. هاجس بشير كان النظر الى الامام وهذا ما نحن نعمل له اليوم”.
كما لفت حاصباني الى ان “الانماء بنظر الرئيس الشهيد لكل الناس ولكل المناطق بالتوازي وبحسب ميزاتها التفاضلية والخطأ هو اعتماد الانماء بشكل متشابه قد لا يتطابق مع متطلبات كل منطقة او ميزاتها التفاضلية”، موضحاً: “المسألة ليست بشق طريق هنا وآخر هناك وفق منطق “6 و6 مكرّر” ما يؤدي الى ضياع القيمة الاستثمارية في البلد. هذا المنطق يتسبب بخلل ببناء الدولة، فالمنطقة التي تتمتع بميزات زراعية يتم تنمية القطاع الزراعي فيها والمنطقة التي تتمتع بميزات تكنولوجية يجب ان يتم تعزيز هذا القطاع. وهكذا دواليك. الهدف ليس فقط ان يبقى الناس في مناطقهم بل ان يكونوا فاعلين ومنتجين”.
كذلك، ذكّر ان التعليم – وبمجانية في مستويات محددة – كان هماً اساسياً عند بشير لأن شعباً غير متعلم وغير مثقّف لا يمكنه بناء دولة.
بالانتقال الى مرتكز الارض، أوضح حاصباني أن “الارض في الـ10452 كلم 2 واحدة وموحدة ونهائية ورغم كل ما قيل ويقال لا شيء يقسّم الارض التي التزم بها بشير في مشروعه. لكن هناك من يعمد عند الحديث عن تقسيم اداري خدمة لشؤون الناس الى وضعه في اطار التقسيم الجغرافي وهذا ليس المشروع المطلوب”. كما اكد أن الارض ليست وطناً بديلاً او منصة لأحد ولا مقاطعة ضمن كيان آخر ولا ساحة لصراعات الاخرين.
هذا وتوقف حاصباني عند المرتكز الثالث وهو المؤسسات، مذكراً أنها “انهارت خلال الحرب وللاسف تفككت بعد الحرب لأسباب أخرى” ومشدّداً على ان “إعادة بنائها تتطلب شرطاً اساسياً هو إخلاء سبيلها، فهي محتلة من قبل من يريد السيطرة على هذه الدولة وتفكيكيها وإضعاف قواها”.
أضاف: “الهاجس لدى بشير ولدى “القوات اللبنانية” هو المؤسسات العسكرية والامنية وخصوصا مؤسسة الجيش الذي يجب ان يكون متعافياً ومرتفع المعنويات وطني الاهداف وشعبي الانتماء أي الجيش للشعب وليس للسلطة، وحين تقتل السلطة شعبها يكون دور الجيش الدفاع عنه. بناء المؤسسات يعني ان الوفاق حكم لا لقاء، اي ان يكون الوفاق ضمن اطار القانون والمؤسسات كي ينتظم الحكم لا ان نعمد الى الحوار والنقاش عند كل محطة”.
تابع: “إضافة الى ما تقدم المطلوب سلامة وإنتظام العمل الحكومي، فصل المؤسسات، إنتظام الاجهزة الرقابية وضرب الفساد، تمثيل المواطنين ضمن هيئات تمثل خبرات القطاعات لا هيئات تهدف الى تسييس العمل النقابي وضرب القطاعات وابتزاز الدولة. المطلوب ايضاً استقلالية القضاء وهي جزء اساسي من الانتظام العام والعمل الرشيد”.
كما اشار حاصباني الى ان “المؤسسات انبثقت من الشعب لخدمته ومصدر السلطات هو الشعب الذي ينتخب مجلس النواب كسلطة تشريعية ورقابية. تنبثق بعدها سلطة تنفيذية ويكون هناك ادارة لتساعدها بتنفيذ مشاريعها وبرامجها واجهزة رقابية مستقلة تمنعها من الانحراف نحو الفساد وقضاء وجيش وهيات ومجتمع مدني. هكذا تكتمل الحلقة لقيام الدولة المنبثقة من الشعب ولخدمة الشعب”.
كذلك، لفت الى مدى تطابق اقوال بشير عن احترام المؤسسات مع واقعنا اليوم ومنها قوله: “لن نقبل ان يسمى رئيس للجمهورية قبل انتخابه بساعات ولا ان يكون الخيار نتيجة نقاش في الكواليس” أو قوله “على كل مرشح ان يطرح برنامجه واذا لم يؤمّن النصاب لن يقسم لبنان وستصان ارضه، لكن هويته لن تبقى التي اتفق عليه اللبنانيون عام 1943 “.
ختم حاصباني: “خوفنا اليوم ليس على بقاء الارض بل على بقاء الهوية التي توافق عليها اللبنانيون بأن يكون لبنان وطنا نهائيا لكل ابنائه لذا نعمل كقوات لبنانية بكل ما اتينا من قوة دفعاً عن هوية لبنان وخصوصيته”.