هم نازحون علموا الأمم أبجدية الصبر ، سطروا أسمى آيات البصيرة .
هم لبنانيون في مختلف مشارب الوطن إستقبلوا أهلهم النازحين بمحبة وعطاء، فكانوا وضيوفهم وجه لبنان الجميل الذي لم ولن تغيره الأزمات .
النازحون الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق سينصرهم الله فإنه قوي عزيز ينصر من ينصره.
النزوح يا كرام يشبه السفر ، من حيث ترك المرء لمكانه ، ويتلاقى معه بمفهومه إذ أنه يُسفر عن شخصية المرء وما تخفي الوجوه ، واليوم ظهرت الوجوه المخفية ، ووفر علينا الكثيرون جهد الإستدلال على حقارتهم وعمالتهم مع العدو، فهم يحملون هوية شخصية للتعريف عنهم ، ولكنهم لا يحملون هوية الإنتماء للوطن.
في الوطن يا كرام وطنيون يرسمون صور الإنسانية بأبهى صورها، يستقبلون النازحين بغير منة أو حسابات .
في الوطن لبنانيون أظهروا للعالم وجه لبنان الجميل بإرثه وحضارته ووحدته…
في لبنان وطنيون كُرّموا عند الإمتحان وصنعوا مشهدًا وطنيًا رائعًا من التضامن والإحتضان لمن يحتاج للمأوى والدعم على أنواعه، هم أهل الفزعة والعزية والعطاء والغيرة…رفضوا تسمية ضيوفهم بالنازحين وأصروا على مناداتِهِم بأهل الدار، تسابقوا لإستقبالهم وتقديم العون لهم بظل تقصير الدولة ، فهم يعلمون أن معظمهم أهل عز وتعفّفٍ وإباء. ..
شكرًا والف الف شكر لكم أيها الشرفاء، شكرًا للجمعيات الوطنية التي سارعت لتلبية حاجات النازحين من طبابة وغذاء ودواء بتنسيق وإنتظام.
شكرًا للبلديات التي نظّمت وجودهم وقدمت لهم العون على الرغم من الضائقة الإقتصادية التي تواجهها .
شكرًا لكم أهلنا، يا من عبّرتم عن التكافل الإجتماعي والتضامن الوطني بجهودكم التي تدل على جوهركم الثمين وأصالتكم وقِيمِكم النبيلة.
أنتم يا من هببتم للمساعدة المادية أو المعنوية ، نسفتم كل ما أطلقته بعض الأبواق من مصطلحات لا تشبه لبناننا الحبيب، أكدتم وتؤكدون أن التفرقة في لبنان ليست من صناعة شعبه أو من عاداته وتقاليده ، بل هي من صنيعة بعض السياسيين والوصوليين .
شكرًا لكم يا من تمسكتم بثروة لبنان في التعايش الإسلامي المسيحي ، شكرَا لكل من تصدق بإبتسامة في وجه أخيه النازح ، الذي يقاوم بدوره الإحتلال والعدوان بصموده وصبره وإلتفافه حول المقاومة لمواجهة العدو الغاشم.