
رجاء الجداوي… وردة لا تذبل في ذاكرة الوفاء
في عالمٍ يركض نحو النسيان، لا يزال هناك من يزرع الوفاء بصدق، ويصرّ على أن الكبار لا يُنسون. في لفتة إنسانية راقية، أعاد الدكتور هراتش سغبزريان اسم الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي إلى الواجهة، لا كذكرى فنية فحسب، بل كرمز حيّ للجمال والرقيّ والثقافة الرفيعة.
في ذكرى رحيلها، اختار د. هراتش أن يُكرّم الإنسانة قبل الفنانة، فتوجّه إلى عائلتها حاملاً درع محبة وامتنان، ورسالة تقول بصمت: “ما زلتِ هنا، في القلوب، في الوجدان، في تفاصيلنا اليومية”.
رجاء الجداوي لم تكن مجرّد ممثلة، بل كانت مدرسة في الذوق، وأيقونة في الأناقة، وصوتًا دافئًا ظل يهمس في آذان الناس على امتداد أكثر من ستين عامًا من الفن الصادق. وقد جسّد هذا التكريم فعلًا نادرًا في زمن الجفاء، حيث أصبح الوفاء عملة نادرة، إلا في قلوب من يعرفون قيمة النجوم الحقيقيين.
إنها ليست المرة الأولى التي يُعيد فيها د. هراتش البريق إلى وجوهٍ غيّبها الرحيل، لكنه يعرف جيدًا أن من غرس الجمال في أرواحنا، لا يُطوى بغيابه. بل يُروى كل عامٍ بجرعة جديدة من الحب والتقدير.
في زمن الصخب… هناك من يختار الصمت، لكن بلغة الوفاء.
وفي غياب الضوء… هناك من يشعل شمعة لمن يستحق أن يظل منيرًا.
رجاء الجداوي… غائبة بالجسد، خالدة بالحضور.
ود. هراتش… اسم لا يفكّر أن ينسى، بل يكتب في الذاكرة… بماء الذهب.