الإعلامية أميرة عبّاس عبر برنامج “لكِ أنتِ”:”بين القوة والرقة، المرأة خُلِقت لِتوازن المستحيل بِذكائها”

الإعلامية أميرة عبّاس عبر برنامج “لكِ أنتِ”:”بين القوة والرقة، المرأة خُلِقت لِتوازن المستحيل بِذكائها”

حلّت الإعلامية الزميلة أميرة عبّاس ضيفةً على برنامج “لكِ أنتِ” الذي تقدّمه الإعلامية شذى نعمان عبر قناة عدن اليمنية الفضائية في الرياض، حيث تحدثت عن استقلالية المرأة بشكل عام، شاملةً استقلالها المهني والمادي وعن تجربتها في الغربة.

في التفاصيل، أكّدت أميرة عباس أنّ استقلالية المرأة وحريّتها بمفهومها العام ترتبط بعدّة عوامل، مشيرةً إلى أنّ هذه الاستقلالية تمنح المرأة قوّة تنعكس بشكل إيجابي على المجتمع بأسره. وانطلاقًا من هذا المفهوم، أشارت إلى المقولة الشهيرة للكاتب الراحل جورج برنارد شو: “المرأة نصف المجتمع، وهي التي تلد وتُربّي النصف الآخر.” لتُبرز بذلك الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في بناء المجتمع، معتبرةً أنّ قوة المرأة واستقلالها يسهمان في تعزيز تطوّر المجتمع بشكلٍ إيجابي. لكنها في المقابل، شدّدت على ضرورة أن تحافظ المرأة على أنوثتها رغم ما تملكه من قوّة واستقلالية، لتخلق التوازن الذي يضمن علاقة شراكة وتكامل صحّيّة بين المرأة والرجل في مختلف جوانب الحياة.

وفي سياق الحديث عن النجاح المهني للمرأة، لفتت أميرة إلى أنّ هذا النجاح غالبًا ما يكون مدعومًا بتحصيلها العلمي، ما يعكس تكاملًا بين العمل والعلم. أما في ما يخص الارتباط العاطفي، فترى أن المرأة المستقلة يجب أن تُحسن اختيار شريكها، بحيث يكون قيمة مضافة في حياتها، داعمًا وسندًا لها، بعيدًا عن المفهوم التقليدي للإرتباط، وبالمقابل أكدّت على أنّ استقلالها الذاتي يجعلها شريكة قيادية قادرة على دعم الرجل.

أما عن مصدر قوّة المرأة، فقالت أميرة:” المرأة هي الكائن الوحيد في هذا الكون الذي يجيد معادلةً صعبة، إذ تجمع القوة والرقة في آنٍ معًا. فالأنثى تجيد ذلك بفطرتها وتطوّرها بمهارتها، وكأنها خُلقت لتوازن المستحيل بذكائها.”

وفي حديثها عن الجانب النفسي، تُفرّق أميرة بين العزلة الاجتماعية والاستقلال العاطفي. فهي تعتبر كلاهما اختيارًا فرديًا واختبارًا للذات في الوقت ذاته. فالعزلة الاجتماعية لا تعني الانطواء السلبي، بل قد تكون ضرورة مؤقتة لترميم الذات، يختارها الإنسان، رجلاً كان أم امرأة، ليبتعد قليلًا عن ضغوط الحياة.

أما الاستقلال العاطفي، فتراه الإعلامية أميرة عباس عاملًا مهمًا يُكسب المرأة قوة داخلية ونضجًا عاطفيًا، يساعدها على بناء علاقات صحّية خالية من التعلّق المرضي. وهذا النضج يجنّبها الوقوع في التعلّق العاطفي المرضي، الذي قد يُسبّب ضيقًا للطرف الآخر، بخلاف التعلّق العاطفي الطبيعي النابع من الاهتمام، فعندما تبلغ المرأة هذا المستوى من النضج، تصبح أكثر قدرة على فهم سلوك الرجل والتفاعل معه بطريقة متوازنة.

وتنتقل أميرة للحديث عن الاستقلال المادي، فترى فيه ركيزة أساسية تعزّز من دور المرأة كشريكة داعمة، وتجعلها أقلّ تطلّبًا في العلاقة.

وفي ختام حديثها، وضحت أميرة موقفها من مسألة المساواة، قائلةً:” أنا لا أنادي بالمساواة، فكثيرًا ما يهاجمني البعض على مواقع التواصل الاجتماعي بحجّة أنني أهاجم الرجل. لكنني في الحقيقة لا أهاجم الرجل إطلاقًا، بل على العكس، أنا أؤمن بقيمته، بدوره، وبمكانته في المجتمع. ما أنادي به ليس مساواة بين الرجل والمرأة، بل مساواة في حقوق الإنسان بشكل عام.” وأضافت:” أؤمن بأن على المرأة أن تبقى هي السند والدعم والأمان لنفسها، لأن تقلبات الحياة لا ترحم، والظروف قد تكون غدّارة أحيانًا، لذا لا بدّ أن تستمد قوتها من ذاتها. وعندما تبلغ هذا المستوى من الوعي والاستقلال، تصبح شريكة حقيقية في حال قررت الارتباط. ومن الضروري أن تبقى المرأة في حالة سعي دائم نحو التطوّر، فتقول بثقة: أنا هنا، ناجحة، وصلت، وأصل، وسأصل.”