مطر: لا بدّ من جهوزية تامّة في زمن الحرب

نظم طاولة نقاش عن “خطة طوارىء طرابلس” برعاية الشيخ محمّد إمام

مطر: لا بدّ من جهوزية تامّة في زمن الحرب

أقام النائب إيهاب مطر اليوم السبت طاولة نقاش بعنوان: “خطّة طوارئ طرابلس وسبل إدارتها” في القاعة الزجاجية لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمّد إمام ممثلاُ بالدكتور منذر حمزة، وحضور: وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين، الأب جوزف غبش ممثلًا عن رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، النواب: بالإضافة إلى مطر، طه ناجي، جميل عبود، إيلي خوري، عامر زين ممثلًا النائب أشرف ريفي، ياسر عبوشي ممثلًا النائب فيصل كرامي، الوزير السابق سمير الجسر، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمّد خير، أمين سرّ عام محافظة الشمال القائمقام إيمان الرافعي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدّين، هادي ملّاح ممثلًا النائب السابق رامي فنج، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي ، منسق “مجموعة العمل لأجل طرابلس”، خلدون الشريف، رئيس مركز إقليم الشمال للدفاع المدني صفا زيادة، مسؤول هيئة الإسعاف الشعبي في طرابلس حسام الشامي، ميرا المصري عن الصليب الأحمر اللبناني، رئيس مركز طرابلس لجمعية الإسعاف اللبنانية عبد الرحمن صبلوح، محمّد شيخ نجارين ممثلًا نقيب المهندسين في طرابلس بهاء حرب، مدير مستشفى طرابلس الحكوميّ ناصر عدرة، ريتشي هيكل، ممثلاً نقابة أصحاب المستشفيات الخاصة، نبيل زغلزل ممثلاُ مستشفى السلام، رئيس مصلحة الصحة في الشمال سعد الله صابونة، عضو مجلس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، عميد الشؤون الأكاديمية في جامعة الجنان غازي تدمري، وعمر حلّاب من جمعية الصناعيين في لبنان، إضافة إلى أعضاء مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD) وعلى رأسها مديرها موسى العش، بالإضافة إلى شخصيات سياسية، اجتماعية، طبّية، اقتصادية، وإعلامية في طرابلس والشمال.

مطر

بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء غزة والجنوب، وكلمة تعريفية للأستاذ فهمي كرامي، ألقى مطر كلمة أوضح فيها تفاصيل خطّة الطوارئ التي ظهرت بمقاطع توضيحية عبر الشاشة، فأكّد أنّ الجميع يقف تحت سقف الحكومة التي لا بدّ من الالتزام بمعاييرها وخطّتها بصورة تامّة، والأمر عينه يُطبّق على محافظة طرابلس، معتبرًا أنّ المجتمع المدني في هذه الظروف يلعب دورًا تشاوريًا يقوم على التركيز على خطّة الحكومة من جهة، والاهتمام بخصوصية مدينة طرابلس من جهة ثانية، وهذا ما يدفع فعليًا إلى وضع خطّة تفصيلية تستهدف تخطّي الأزمة.

وقال مطر: “نتمنّى أن تكون الخطط جميعها حبرًا على ورق، لكن لا بدّ من جهوزية تامّة تقنيا من الاحتمالات الواردة بخاصّة في زمن الحرب التي يُمكن أن تمتدّ وتتوسع في أيّ لحظة، لذلك أخذنا دور المجتمع المدني بوضعنا فرضيات محتملة بالتعاون طبعًا مع خلية الأزمة الفاعلة حكوميًا، ونحن كمواطنين نتمتّع بحسّ المسؤولية نظرًا لتقييمنا لدورنا على المستوى الإنسانيّ، لذلك قمنا بالمشاركة بهذه المبادرة التي تنبثق عن حاجات وطنية وإنسانية”.

وفي تفصيل للخطّة التي تحرّك مطر من أجلها (منذ اللحظة التي أُعلن فيها العدوان على غزّة) بمشاركة مجموعة إيهاب مطر للتنمية عبر وضع المقترحات اللازمة، لفت إلى أنّها تتضمّن التدخل الصحيّ، الذي ينقسم إلى شقّين، أوّله مرتبط بالطوارئ في حال وقوع عدوان، وثانيه مرتبط بالثقل على القطاع أيّ الضغط الصحي، التدخل الاجتماعي القائم على دراسة كلّ احتمال في حدوث مشاكل، والتدخل الاقتصادي، خصوصاً أن الحرب تُؤدّي إلى شحّ في المواد الغذائية مع الاستهلاك بمقابل رفع الأسعار، وكلّها تدخلات سبقتها زيارات ومشاورات رسمية وغير رسمية لمعرفة كلّ ما يُمكن فعله، مع القيام بالتواصل مع الجمعيات والقائمين على مختلف الميادين، ” خصوصاً أنّنا أخذنا العبرة من الهزات الأرضية الماضية في ظلّ عدم وجود خطّة تجهيزية ضدّ أيّ كارثة محتملة”.

وفي حديثٍ له عن مراكز الإيواء لاستقبال النازحين شمالًا، “والتي يُفضّل أن يكون لكلّ واحد منها، إدارة مركزية نستحصل فيها على داتا شاملة تُوزّع بين جميع الإدارات بنظام تراتبيّ”، شدّد مطر على نقاط رئيسة في الخطة أبزرها: أهمّية وجود هذه المراكز على أطراف المدينة لا في مناطقها الداخلية حيث زحمة السير، الكثافة السكانية والثقل الاقتصادي ما يُسهل الوصول إليها، كما أنّ قربها من المراكز العسكرية والأمنية قد يكون أفضل بكثير من قربها من الأماكن الشعبية التي يحتاج أبناؤها إلى المساعدة، كما يُركّز مطر أيضًا على أهمّية الأخذ بالاعتبار الأبعاد الطائفية عند اختيار مناطق إيواء للنازحين “على الرّغم من إيماننا بأنّ المجتمع الطرابلسيّ غير طائفي.

أضاف: “إنّ هذه الخطّة لا يُمكن أن تتمّ من دون جهود المتطوّعين المتخصّصين كلّ حسب مجاله وكلّ في مركزه للاستفادة من خبراته، حيث لا بدّ من متابعة اجتماعية ونفسية للنازحين أوّلًا، مع أهمّية التواصل الإداري وتأمين وسيلة النقل المناسبة مع تحديد المستلزمات ومعرفة ما إذا كانت تصل إلى المركز أم لا ثانيًا، فيما لا بدّ أيضًا من خطّ ساخن لنعرف وجهة النازحين قبل وصولهم، وخطّ آخر لكلّ المتبرّعين والمتطوّعين ثالثًا”.

الوزير ياسين: الضغط هائل

وقدّم الوزير ياسين الخطّة التي تستهدف تعزيز الجهوزية وتحضيرها في حال حدوث عدوان قد يتوسّع جنوبًا. وبعد استعراضه أهمّ البنود التي تضمّنت خسائر في حرب تموز 2006، قال الوزير: “نريدها خطّة متعدّدة الجوانب لذلك افترضنا ما هو معلوم وما هو مجهول، وقدّرنا لجوء 200 إلى 250 ألف شخص إلى مراكز إيواء في وقتٍ ندرك فيه حجم الضغط الهائل على القطاعات المختلفة منها القطاع الصحيّ، وانطلقنا من اقتراحات بحيث تواصلنا مع جهات محلّية نيابية كما مع جهات دولية كالمنظمات العالمية وقسّمنا العمل على عشرة قطاعات، وعلى كلّ قطاع أن يكون جاهزًا لنستعدّ بصورة جيّدة، ما يدفعنا إلى التركيز على التمويل بحيث تحتاج البلاد إلى حدود 120 مليون دولار شهريًا تحقيقًا للجهوزية، وهو مبلغ يُمكن الحصول عليه من مصادر مختلفة منها ما قد يكون عبر الخزينة وهو ما يتمّ الآن”.

وبعد تشديده على أهمّية تفعيل دور غرف أو لجان الأزمات، طرح ياسين فكرة تقسيم المحافظة لمربّعات تقع كلّ منها تحت مظلّة المحافظة لكن بإدارة مرنة تتخذها جمعية أو غيرها، تتضمّن مراكز مقفلة لا خيم مفتوحة. كما نوّه ياسين بأهمّية دور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في هذا المجال “والذي يُجري اتصالات دولية وديبلوماسية باستمرار”، مشدداً على أهمّية الافتراضات التقنية “التي تفترض بدورها افتراضات أخرى، سياسية ووطنية تسمح بنجاح أيّ خطّة”.

وختم قائلًا: “ما تقوم به طرابلس بكلّ مكوّناتها هو أساس التعاون الوطني الذي يُمكن أن يقوي الهشاشة والضعف في الكثير من قطاعات في المدينة، لذلك الخطّة ليست حبرًا على ورق أو عملًا أكاديميًا بل عملًا يُساعد النازحين ويُسلّط الضوء على نقاط الضعف في المحافظات”.

الرافعي: ما زلنا في “المنطقة الخضراء”

وفي ما يخصّ محافظة الشمال التي استجابت للخطّة الوطنية بترتيبات ودراسات تسبق الكارثة، تحدّثت الرافعي عن التفاصيل المستجدّة، فرأت أنّه “انسجامًا مع الخطّة الوطنية، تبقى البلدية هي المستجيب الأوّل للكارثة، أمّا الاستجابة الثانية فتكمن في دور غرفة عمليات المحافظة، فيما تعتمد الاستجابة الثالثة أيّ عند وقوع كارثة ضخمة على غرفة عمليات وطنية تنسق مع غرفة المحافظة فتتدخل”.

وطمأنت الرافعي أنّ الشمال ما زال في “المنطقة الخضراء” البعيدة عن الحرب نوعًا ما، لكنّها تُشير إلى التحضير لسيناريوهات تتضمّن كيفية الاستجابة في حال حدوث أيّ عدوان.

وبعد تحديث معلومات على صعيد المحافظة لمعرفة مراكز إيواء مناسبة في طرابلس والميناء “التي حصلنا من البلدية على بعض الموافقات عليها”، منها المراكز الإنمائية والاستشفائية للنزوح الجماعي، أكدت وجود مشكلات عدّة منها: النقص في التجهيزات اللوجستية التي تحتاج إلى دعم وهي المرتبطة بآليات الدفاع المدني وصعوبة الحصول على المحروقات وغيرها، ابتعاد طرابلس والشمال نسبيًا عن “التشبيك” مع الجمعيات والمنظمات، وصعوبة الظروف والوضع المادي الذي يمسّ البلديات وغيرها من المؤسسات… موضحة أنّ الوضع حاليًا أصعب بكثير من عام 2006، “لذلك تأسّست منصّة وحيدة تُعنى بتسجيل الجمعيات ضمن القضاء المحلّي، وكلّ ما يُمكنها تأمينه يُسجّل على المنصّة، ونطلب من الجمعيات التدخل للاستفادة من خبراتها ودعمها”.

وإذْ أشادت بأهمّية تفعيل دور العمليات في المحافظة، شدّدت على أهمّية دور الجيش بغرفته الأمنية التي يُمكن التنسيق معها إداريًا لمناورة مشتركة.

خير: المساعدات تراجعت

من جهته، تحدّث اللواء خير عن تفاصيل عمل الهيئة التي رأى أنّ “لغطًا” دائمًا يدور حولها، “فهي الإدارة الوحيدة التي يحقّ لها استقبال هبات الدّولة كافة وفقًا للقانون”، معتبرًا أنّ هذا الاجتماع يتطّلع إليه الطرابلسيون بأمل لأنّهم وبعد كلّ المعارك والأزمات لم يشهدوا على خطّة لمصلحة مدينتهم.

وقال: “على الرّغم من التأخير بالوعود إلا أنّ طرابلس بحاجة إلى خطط بحجم الإهمال، لكن إضافة إلى الخطّة الرئيسة لا بدّ من وجود خطّة تنفيذية ومراكز إيواء رئيسة تتضمّن مخازن تموين، جهاز النظافة، الصحة والتغذية، إضافة إلى مراكز احتياط للدفاع المدني والمجتمع المدني… ولا ننسى أنّ طرابلس فيها ملاجئ عدّة قمنا والبلدية بتنظيفها من المياه والنفايات، وكان يُمكن الحفاظ عليها في فترات سابقة ولكن هذا ما لم يحدث”.

كما أشار خير إلى خطّة 2014 السرية والرسمية الموزعة على الوزارات “التي يُمكن تعميم خطّتها التنفيذية التي تتضمّن: خطّة للهزات، النزوح وغيرها… لكن منذ اليوم الثالث على العدوان الإسرائيلي، كشفنا على 30 منزلًا في قرى جنوبية ودعمنا خطّ إيواء عبر الهيئة مباشرة وانتقل إلى مجلس الجنوب، أوله في صور وثانيه في صيدا والثالث لكلّ لبنان”، لافتًا إلى تراجع المساعدات التي باتت محدودة لا سيما مع الظروف الدّولة حاليًا.

دبوسي: لن نيأس

وألقى دبوسي كلمة رحب بكافة الحاضرين، وأشار الى أن “الظروف التي نمر بها هي بالغة الصعوبة، ومن الطبيعي أن نتداعى لنفكر معاً في كيفية مواجهة التحديات ونحن أمام قضية محورية عمرها 75 سنة ومدينة طرابلس لطالما حملت لواء القضايا الوطنية والعربية، ولكن مع الأسف فقد عجزنا عن إدارة أزماتنا، وبالرغم من ذلك فنحن لن نيأس ولن نستسلم وما علينا إلا أن يكون لدينا مخارج لكي نساعد أنفسنا في وقت نرى فيه العالم ينظر الى قضايانا بمعيارين”.

وأكد أن “غرفة طرابلس الكبرى هي للجميع وتعمل من أجل الجميع”.

نقاشات

وجرت نقاشات بين الحضور والمتحدثين شددت على ضرورة بلورة خطة تتناسب مع طرابلس وتنفيذها بسرعة في حصول أي طارئ، أبقى المنظمون اجتماعاتهم مفتوحة تمهيداً لصدور توصيات.