منفذية صيدا ـ الزهراني في “القومي” أحيت عيد التأسيس وذكرى جريمة تقسيم فلسطين بندوة في قاعة بلدية صيدا

بمناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، والذكرى السادسة والسبعين لجريمة تقسيم فلسطين، أقامت منفذية صيدا ـ الزهراني ندوة في قاعة بلدية صيدا، حضرها عدد من ممثلي الأحزاب والقوى والمنظمات اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وفعاليّات وشخصيّات.

بداية مع النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، تلاهما النشيد الرسميّ للحزب السوري القومي الإجتماعي. ثم وقف الحضور دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء في لبنان وفلسطين وكل الأمة.

غدار

قدّم الندوة منفذ عام منفذية صيدا – الزهراني محمد غدار متحدثاً عن معاني التأسيس وبأنه تأسيس لنهج الصراع في مواجهة عدونا الوجودي الذي يحتل أرضنا ويشن حرب إبادة متواصلة بحق أبناء شعبنا في فلسطين.

واستشهد غدار بقول سعاده إن “الشدائد لا تميتنا ولا الأهوال تزعزع إيماننا ولا قوة على وجه البسيطة تقدر أن تردّنا عن غايتنا”، وأكد الاستمرار على نهج الصراع، ضد الاحتلال والاستعمار والإرهاب.

بركة

ثم تحدّث مسؤول العلاقات الوطنية في حركة “حماس” علي بركة فأشار إلى أنه من خلال “وعد بلفور” بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، تقصد الاستعمار البريطانيّ وبعده الأمم المتحدة من خلال قرار التقسيم إلى إقامة دولة دينية عنصرية في فلسطين في قلب بلادنا أي في قلب سورية الطبيعية، ولذلك نجد أن الزعيم انطون سعاده انتبه مبكراً إلى هذه المسألة، وسعاده يقول كلاماً لافتاً: “إنها عملية صراع طويل شاق وعنيف يتطلب كل ذرة من ذرات قوانا لأن وراء الدولة اليهودية الجديدة مطامع دول أجنبية كبيرة تعمل وتساعد وتبذل المال وتمدّ الدولة الجديدة بالأساطيل والأسلحة لتثبيت وجودها”. ونحن نشعر وكأنه يتكلم عن اليوم وبعد طوفان الأقصى إذا لاحظتم بعد ما حصل في 7 تشرين الأول، جاء الرئيس الأميركي ومعه أساطيل ورئيس وزراء بريطانيا ومستشار المانيا ورئيس وزراء إيطاليا ورئيس فرنسا.. جاؤوا بالأساطيل ليحموا الكيان الصهيوني، ما يعني في كلام سعاده استشراف للخطر على بلادنا، والخطر ما زال قائماً.

وقال بركة: إنّ قرار تقسيم فلسطين هو قرار دولي ظالم رفضه الشعب الفلسطيني ورفضته آنذاك الدول العربية لأن هذا القرار أعطى من أرضنا ومن بلادنا جزءاً من فلسطين يقارب الـ54% الى شذاذ الأفاق اليهود، هؤلاء الذين قال عنهم القرآن الكريم “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ”.

وتابع: نحن كفلسطينيين أو كعرب ندافع عن أرضنا وعن حقنا، أمّا الغرب، ومنذ وعد بلفور وقرار التقسيم 1947 إلى اتفاق أوسلو وإلى صفقة القرن التي أعلن عنها ترامب يعمل على تصفية القضية الفلسطينية عن طريق تهجير أهل فلسطين حتى الذين بقوا في الضفة في أراضي 48، وذلك بهدف حماية ما يُسمى الدولة اليهودية ولتكريس الاحتلال اليهودي لفلسطين.

وقال بركة: حين تم توقيع اتفاق أوسلو 1993 كان عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية 160 ألفاً. واليوم بعد مرور ثلاثين عاماً على هذا الاتفاق أصبح عدد المستوطنين في الضفة الغربية 800 ألف، ما يعني أن ما يدّعيه الغرب بأنه مع إقامة دولة فلسطينية ادعاء زائف.

ولفت إلى أن حكومة كيان الاحتلال تعتقد أن الضفة الغربية هي قلب “إسرائيل” والدولة اليهودية حتى أنهم أعطوا الضفة اسماً يهودياً هو “يهودا والسامرة”، لذلك هؤلاء لا ينفع معهم لا سلام ولا مفاوضات ولا اتفاقيات، فلذلك لم يعُد أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار المقاومة وهو ما شهدناه في السابع من تشرين الأول 2023.

وتابع بركة: إن ما حصل في السابع من تشرين الأول 2023 مع عملية طوفان الأقصى أحدث تحولاً في مسار الصراع، وأن العدوانية الصهيونية المتواصلة على شعبنا في قطاع غزة وكل المناطق الفلسطينيّة كشفت للرأي العام الدولي فظاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وبأنه عدوّ يمتهن قتل الأطفال والنساء والمسعفين، وتدمير المستشفيات والمدارس ومراكز الأمم المتحدة وبيوت المدنيين، بهدف إبادة شعبنا، وهذه جريمة كبرى ضد الإنسانية.

وختم بركة بتوجيه التحية إلى المجاهدين في لبنان وفلسطين، مؤكداً أن معركة التحرير تحتاج إلى التضحيات والشهداء.

وهبي

بدوره عميد شؤون فلسطين في الحزب السوري القومي الاجتماعي وهيب وهبي، قدّم سرداً تاريخياً لحركة الصراع في مواجهة المشروع اليهودي الذي ابتدأ مع أولى المغتصبات اليهودية على أرضنا في فلسطين عام 1882، مروراً بتأسيس الحركة الصهيونية وتقديم الدعم لها من كافة الدول الاستعمارية، مؤكداً أن صراع أمتنا في مواجهة العدو الصهيوني هو صراع وجودي، لأننا لن نتخلى عن ذرة تراب واحدة من أرضناً، ولأن فلسطين كل فلسطين هي أرضنا وهي حقنا، مهما كان الدعم الاستعماري الغربي للكيان الصهيوني الغاصب.

وأشار وهبي إلى التحذير المبكر الذي أطلقه سعاده من الخطر اليهودي على فلسطين الذي هو خطر على الأمة السورية كلها، وقال: نحن معنيّون بمواجهة هذا الخطر، مهما كلف من تضحيات ودماء.

وأكد وهبي أن تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1932 إنما جاء ليشكل الخطة النظامية المعاكسة في مواجهة المشروع اليهودي وواجهته السياسية المسماة الحركة الصّهيونيّة بكل عتوّها وغطرستها وعنصريتها.

وعرض العميد وهبي لتضحيات السوريين القوميين الاجتماعيين في مواجهة العصابات اليهودية وجيشها ابتداء مع الشهيد الأول في الحزب الرفيق حسين البنا الذي استشهد في نابلس عام 1936، مروراً بآلاف الشهداء والاستشهاديين الذين ردوا إلى الأمة وديعتها.

 وختم وهبي مؤكداً أن عملية طوفان الأقصى أثبتت أن مقاومة شعبنا تمتلك الإرادة والمبادرة والقدرات لمواجهة مخطط تصفية المسألة الفلسطينية، ومشاريع الاستيطان والتهويد والتهجير، وأن هذه المقاومة، وهذا الصمود الأسطوري لأبناء شعبنا في مواجهة آلة القتل الصهيونية، هما ركيزة أساسية في صراعنا لدحر عن فلسطين وكل أرضنا القومية.