
تمكين النساء في القطاع غير الرسمي: الجامعة الأميركية في بيروت
تحتفل بخريجات مبادرة “قدوة” وتعقد ندوة حوارية عن عمل المرأة في لبنان
أقام مركز المرأة في إدارة الأعمال في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت حفل تخرج بمناسبة انتهاء برنامج “قدوة” لدعم النساء في القطاع غير الرسمي في لبنان.
كرّم الحدث عشرين سيدة من المناطق اللبنانية الأكثر حاجة بعد أن أتممن برنامج “قدوة” بنجاح. على مدى السنوات الخمس الماضية، أطلقت السيدات أعمالهن وطوّرنها في مختلف المناطق كطرابلس والجنوب وسهل البقاع وبعلبك – الهرمل وغيرها.
صُمّمت مبادرة “قدوة” لتمكين النساء اللواتي يعملن بشكل غير رسمي من خلال إعدادهن بالمهارات والمعرفة والثقة اللازمة للانتقال نحو الاقتصاد الرسمي. ويوفّر البرنامج من خلال التدريب المستهدف الذي يقدّمه خبراء من هيئة التدريس في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال فرصًا اقتصادية شاملة، مستدامة وكريمة لرائدات الأعمال.
أبرزت الدكتورة ندى خدّاج-صبح، مديرة مركز المرأة في إدارة الأعمال، التحديات التي تواجه النساء في القطاع غير الرسمي وأكدت على التزام المركز بترك أثر ملموس، قائلةً، “نؤمن بأن الاستثمار في النساء هو استثمار في ازدهار المجتمعات بأكملها وتحقيق الوعد بالتحوّل بين الأجيال – ما يسهم بشكل مباشر في رسالة الجامعة الأميركية في بيروت، ألا وهي تغيير العالم.”
أثنى عميد كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال يوسف صيداني، على برنامج “قدوة”، وشارك الحضور خواطره عن رحلة النساء التعليمية الطويلة في مجال إدارة الأعمال. وشدّد على أهمية الثقة والدعم والقيادة الشاملة قائلاً، “انضمت أول طالبة إلى كلية التجارة في الجامعة الأميركية في بيروت، كما كانت تسمى آنذاك، في عام 1923. وهذا يعكس الأنماط الأعمّ التي نراها في مختلف الاختصاصات – كالهندسة والطب وغيرها. علينا أن نواصل إفساح المجال للنساء كي يزدهرن.”
ودعت وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد في كلمتها الرئيسية إلى إجراء إصلاحات منهجية لتحقيق العدالة الاقتصادية بحقّ. وركّزت السيّد على أهمية الدعم القانوني والتنظيمي للنساء، فقالت، “يجب أن تخدم قوانيننا الجميع. مما يعني إصدار لوائح عمل تستجيب للجنسين وتوفير خيارات مرنة للعمل وإجازة أبوّة تكون أكثر من مجرد إجازة رمزية، بل حقّ. ويعني ذلك أيضًا رعاية الأطفال الميسورة الكلفة بحيث تستطيع النساء المشاركة بشكل كامل وعادل في الاقتصاد.”
ومُنحت شهادات الإنجاز للخريجات وأعضاء هيئة التدريس في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال الذين ساهموا في البرنامج وهم: ليلى الخولي والدكتورة هانيا حمّود والدكتورة جيسي كفوري والدكتور مروان وهبي والدكتورة نيفين أحمد.
وتضمّن الحدث ندوة حوارية بعنوان “عمل النساء في لبنان: وضعه وتحدياته ومساره المستقبلي” جمعت خبراء بارزين من المؤسسات التعليمية وعالم إدارة الأعمال والقطاع العام، بمن فيهم الدكتورة نجاة عون صليبا، النائب في البرلمان اللبناني؛ والبروفيسور علي فقيه، رئيس قسم الاقتصاد في كلية عدنان القصار لإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الأميركية؛ وأسمهان الزين، المديرة التنفيذية لشركة أرضي أرضك؛ وريما فريجي، رئيسة مجلس إدارة شركة تنمية لبنان ورئيسة شبكة القطاع الخاص اللبناني.
افتتحت الندوة البروفيسورة لمى موسوي، العميدة المشاركة للبحوث في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال ببعض الملاحظات والإحصائيات الأساسية عن مشاركة الذكور والإناث في سوق العمل الرسمي وغير الرسمي في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم، فقالت، “يشير هذا إلى أهمية منح اهتمام خاص للتوظيف غير الرسمي ويبرز جدوى أهداف المشروع ورسالة مركز المرأة في قطاع الأعمال.”
وتناول المحاورون الأدوار الحيوية التي تلعبها النساء في إعالة عائلاتهن ومجتمعاتهن في خضم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستمرة في لبنان. وبحث النقاش في التحديات التي تواجهها النساء اللواتي يعملن بشكل غير رسمي على صعيد الحضور والتقدير وتكامل السياسات.
وأعربت الدكتورة نجاة عون صليبا عن ضرورة اتخاذ الإجراءات، قائلة، “أمامنا طريق طويل ولكن علينا أن نبدأ بالاعتراف بالنساء اللواتي يعملن بشكل غير رسمي – مثل المشاركات العشرين في برنامج “قدوة” والكثيرات غيرهن – واللواتي يبذلن قصارى جهدهن من منازلهن بموارد محدودة. هنّ يخدمن مجتمعاتنا ومع ذلك لا يراهن أحد. يجب أن تتحدّ المؤسسات التعليمية والقطاعين الخاص والعام للاعتراف بوجودهن وإضفاء طابع رسمي عليه.”
ومن الناحية الأكاديمية، حدّد البروفيسور علي فقيه السياق الإقليمي قائلاً، “عند مقارنة لبنان بدول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نجد بأننا دون المعدّل الإقليمي. يبلغ معدّل مشاركة الإناث في القطاع غير الرسمي في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 68 في المئة، مما يضعنا في مرتبة أدنى من بعض الدول، مثل الأردن.”
وأكدت ريما فريجي على ضرورة إضفاء طابع رسمي على المشاريع التجارية المتناهية الصغر لحماية الاقتصاد الرسمي في لبنان، فقالت، “تتضمن رسالتنا في شبكة القطاع الخاص اللبناني حماية الاقتصاد الرسمي. نرى انتشار الممارسات المجحفة وغير القانونية – بل حتى الإجرامية – في العمل والأعمال، والتي يغذّيها الاقتصاد النقدي المتنامي. يتمثل التحدي الذي يواجهنا في سد الثغرة بين القطاع الرسمي وغير الرسمي واستكشاف الحلول القابلة للتنفيذ.”
واختتمت أسمهان الزين الندوة معبرةً عن إيمانها بقوة النساء كمحفز للتعافي في لبنان: “بوجود النساء ودعمهن سيتجاوز لبنان صراعاته وينهض لتحقيق إمكاناته.”
وفي ختام الحفل عرضت الخريجات منتجاتهن في “سوق قدوة” في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال وطبقن مهارات العلامة التجارية والتسويق والتفاعل مع العملاء التي اكتسبنها خلال البرنامج.